التعليم المفتوح: ما له وما عليه..ومتى تستفيد منه كطالب جامعي

مع إزدياد أعباء الحياة وسعي الإنسان للحصول على المال الكافي لتأمين حياة كريمة، إزداد الطلب بشكل كبير على التعليم باعتباره الوسيلة الأفضل لتأمين ذلك، فبرزت الحاجة لإيجاد بدائل تخفف الضغط عن الجامعات والمعاهد النظامية وكان منها نظام التعليم المفتوح.

وهذا بدوره خلق أزمة عند أصحاب الشركات ورجال الأعمال الذين دائماً ما يبحثون عن موظفين متميزين وقادرين على إداء العمل بأفضل النتائج، فراحوا ينظرون إلى نوعية التعليم أكثر من الشهادة بحد ذاتها، الأمر الذي ألقى بظلاله الثقيلة على خريجي التعليم المفتوح ليضاف إليها ممارسات خاطئة من بعض أصحاب القرار تجاه هذا النمط وطلابه.

فما هو التعليم المفتوح؟ وما هي سلبياته وإيجابياته؟ وما هي المشاكل التي يعاني منها طلابه؟ هذا ما سنحاول توضيحه في هذا المقال.

ماهو التعليم المفتوح

تعددت مفاهيم التعليم المفتوح، والتي تصب كلها في مفهوم واحد يجمعها، وسنذكر من تلك التعاريف:

  • هو طريقة تعليم تهدف لإكتساب المعرفة بالإعتماد على مصادر تعليمية وتكنولوجيات وتجمعات على الإنترنت بحيث تسمح للطالب بتحديد هويته الثقافية بنفسه.
  • هو طريقة لخلق وتسهيل فرص الحصول على التعلم وإتاحتها للجميع بسهولة وذلك بإستخدام أدوات ومصادر خاصة، بهدف تشجيع مشاركة المعرفة بين العامة.

يشمل هذا التعريف ثلاثة أبعاد:

الأول: يتعامل التعليم المفتوح مع فرص متساوية لإستقبال سياقات تعليمية ذات نوعية عالية دون وجود أي شكل من أشكال العوائق المؤسساتية أو المتطلبات المالية.

الثاني: يتعلق التعليم المفتوح بعوامل مرتبطة بطريقة التعلم عن بعد.

الثالث: يشجع التعليم المفتوح على فكرة مناخ تعليمي جديد أساسه المتعلم والمنبثق عن أنماط التعليم الجماعي التقليدية.

ميزات التعليم المفتوح

متطلبات القبول أقل من باقي أنماط التعليم

لا تفرض معظم الجامعات والمعاهد في نظام التعليم المفتوح أية شروط خاصة أو مؤهلات معينة مما يتيح للطلاب التسجيل في برامجه بغض النظر عن خلفياتهم الثقافية أو خبراتهم العملية، إضافة إلى تطوير العديد من الجامعات إمكانياتها لتستقبل الطلاب الدوليين وحتى ذوي الاحتياجات الخاصة

إختيار الطالب البرنامج الزمني الخاص به للدراسة

وُجد التعليم المفتوح ليسمح للطالب أن يتعلم في الوقت الذي يناسبه حيث لا تتطلب الحصص الدراسية الحضور إلى الجامعة والجلوس مع المعلمين في قاعة واحدة بل قد يكتفي بالمتابعة عبر الإنترنت وإجراء المشاريع وتقديم الامتحانات دون الحضور إلى الجامعة. وليس هذا كل شيء فمن أهم ما يميز هذا النظام التعليمي عدم تحديد موعد زمني لإنهاء الدراسة وترك الباب مفتوحاً أمام الطالب لإنهائه بالطريقة التي تناسبه.

لا تحتاج مع التعليم المفتوح الكثير من التنقل

مع التعليم المفتوح لا يضطر الطالب إلى مغادرة منزله أو مكان عمله لحضور المحاضرات ومتابعة البرنامج التعليمي وهذا يعني قدرته على التسجيل في جامعة موجودة في بلد آخر دون الحاجة للذهاب يومياً والسفر بشكل دائم، لكن في مثل هذه الحالة يجب أن يتأكد إن البرنامج الذي إختار دراسته لا يتضمن دروساً في الجامعة إلى جانب الدروس على الإنترنت لأنه عندها سيجبر على السفر مهما كانت المسافة.

حرية إختيار البرنامج الذي يرغب به الطالب

في نظام التعليم المفتوح يكون الطالب أمام الكثير من الخيارات التي تجعله حراً وغير مقيد بإختصاص أو مجال معين. بل يمكنه دراسة الإختصاص الذي يشعر إنه يلبي طموحاته ورغباته وإنه سيحقق فيه النجاح الذي يريد.

إيجابيات التعليم المفتوح

  • تأمين فرص التعلم لمختلف شرائح المجتمع وبشكل دائم.
  • إبعاد المتعلم عن قيود التعليم التقليدي وإعطائه حرية الدراسة بالطريقة التي يراها مناسبة.
  • زيادة خبرات العاملين ومعرفتهم في مواقع العمل خاصة مع رغبة أصحاب العمل المتزايدة في أن يواكب موظفوهم آخر المستجدات في مجال عملهم.
  • تأمين وسائل تعليمية تكون متاحة أمام الجميع وبأبسط الطرق وأحدثها.
  • المساهمة في تخفيف إعباء المؤسسات التعليمية التقليدية من حيث قدرتها على إستيعاب أعداد الطلاب المتزايدة.
  • توفير فرص التعلم دون الحاجة لمغادرة مكان العمل.
  • نشر المعرفة بين الناس وخاصة من لم تسعفه الظروف للإلتحاق بمؤسسات التعليم التقليدية.

سلبيات التعليم المفتوح

ما يميز التعليم المفتوح إنه قد يختلف من دولة لأخرى، لذلك تعددت المشاكل التي تعترضه والسلبيات التي تؤخذ عليه، فمن الصعب حصر سلبياته بدقه ومع ذلك سنحاول ذكر بعضها بشكل عام:

  • إن أهم الشكوك التي تساور طلاب التعليم المفتوح قبل الآخرين هي عدم الإعتراف بشهادته وخاصة عند مقارنتها بمثيلاتها من التعليم التقليدي.
  • يعتبر الكثيرين إن مناهج التعليم المفتوح لا ترقى إلى مثيلاتها في التعليم التقليدي وهذا سينعكس على درجة الثقة بخريجيه ومدى مؤهلاتهم للعمل.
  • عدم وجود منهج محدد يتم وفقه إنشاء برامج التعليم المفتوح.
  • يؤمن التعليم المفتوح فرص التعلم الجامعي في مجالات محدودة وبشكل أقل من مجالات التعليم التقليدي مع إفتقارها للجانب العملي والتطبيقي.
  • عدم تأمين البنية التحتية للتكنولوجيا التي يتطلبها هكذا نمط من التعلم.
  • بعض الجامعات لا تسمح لخريجي التعليم المفتوح بالتسجيل للدراسات العليا وهذا يعتبره البعض نقطة ضعف تؤثر سلباً على كفاءة الخريجين ومساواتهم مع خريجي نظام التعليم التقليدي.
  • يفتقر التعليم المفتوح لطرق ووسائل تعليمية تكرس التفاعل بين المعلم والمتعلم.
  • يعتبر البعض إن معدلات القبول المتدنية هي ناحية سلبية في التعليم المفتوح.
  • يعاني التعليم المفتوح في بعض الدول العربية من مشاكل عدة كعدم وجود بناء خاص به وتكلفة التسجيل التي قد لا تتناسب مع ذوي الدخل المتدني.