واحداً من أقدم الأسواق في تركيا. يقع في المنطقة الواقعة بين الأراضي الحجرية الموجودةعلى الجانب اليساري لجامع بيازيد وبين باب صدف جيلار Sadafçiler الذي يفتح على السوق المسقوف، في القسم الأوربي من مدينة اسطنبول.

وهو سوق مخصص لعرض وبيع الكتب والصحف والأوراق العلمية. يحتوي السوق على 40 دكاناً، 17 دكان بطابقين و23 دكاناً بطابق واحد. يوجد في وسط السوق تمثال لـ"إبراهيم متفرقة İbrahim Müteferrika" وهو صاحب أول دار للطباعة في تركيا. يقدم السوق أسعاراً مخفضة لبيع الكتب والأوراق العلمية لن تجدها في أي مكان أخر، أيضاً تستطيع أن تجد النسخ الفريدة من المخطوطات العربية القابلة للبيع.

تاريخ سوق الصحافيين

إن لسوق الصحافيين ماضي طويل يمتد حتى القرن الخامس عشر، وقد كانت دكاكين الصحف "الورق" والكتب قديماً تتواجد حول المدرسة من أجل تأمين لوازم الطلاب. وعندما إكتمل بناء السوق المسقوف عام 1460م خصصت أماكن لهذه الدكاكين ونقلت الى داخل السوق المسقوف، وبقيت فيه حتى حدوث الزلزال اللذي ضرب اسطنبول بين عامي 1460م و1894م، حيث نقلت هذه المحلات إلى السوق الحالي الذي كان يسمى وقتها بسوق حقاقلار Hakkâklar Çarşısı.

كان حرفيي سوق الصحافيين منتسبين إلى جمعية الصحافيين والتي كان يرأسها البصراوي "عبدالله يتيمي" الذي يقال إنه كان من أوائل بائعي الكتب في السوق. وكان الصحفى لايرتقي إلى هذا المنصب إلا بعد مروره بمرحلة العامل ومرحلة المساعد .

كان الشعراء و الأمراء و الوزراء ليس الأتراك فقط بل الجميع قديماً يزورون سوق الصحافيين ويذكر أنه في القرن السابع عشر إشترى الكاتب الفرنسي "إنطوني غلاند" الذي كان يعمل مترجماٌ للسفارة الفرنسية أنذاك مخطوطة ملونة هدية للملك الفرنسي وهذه المخطوطة معروضة اليوم في مكتبة فرنسا الوطنية في فرنسا. ويذكر الرحالة المشهور "اوليا شلبي "عن السوق في القرن السابع عشر أنه كان هنالك 50 دكاناً و300 صحافياً في السوق .

في عام 1950م تعرض السوق لحريق كبير كان نتيجة ذلك تحول الكثير من المخطوطات الأثرية إلى رماد وقد قامت بلدية اسطنبول على أثرها بإعادة ترميم السوق وتحويل دكاكينه الخشبية الى إسمنتية ليأخذ السوق شكله الحالي بدكاكين متراصة جنب بعضها البعض تبيع الكتب بلغات العالم المختلفة.