أن امتلاك شبكة مواصلات واسعة وسريعة، يعد شرطا أساسيا للدول من أجل التطور والنمو الاقتصادي. ومن أجل ذلك تسعى تركيا تقويه البنية التحتية وشبكه المواصلات الخاصة بها كما قال أردوغان اليوم أثناء مراسم استكمال بناء أبراج جسر "جناق قلعة 1915" أطول جسر فى العالم...ستكون البنية التحتية القوية في مجال المواصلات الورقة الأهم بيد بتركيا في النظام العالمي الجديد، الذي سيتشكل سياسيا واقتصاديا بعد جائحة كورونا".

وقال أردوغان في كلمة خلال المراسم، إن "جسر جناق قلعة 1915 يحمل لقب أطول جسر من نوعه في العالم، وسيزين المضيق، رمزا للانتصار في معركة جناق قلعة

Canakkale battle 2

وأكد أردوغان أن استكمال بناء الأبراج الأربعة للجسر يحمل أهمية كبرى، معربا عن بالغ شكره لكافة القائمين على إنجازه منذ وضع أساس المشروع.

وأوضح أنه لدى تدشين الجسر، سيصبح أهم نقطة عبور بين شبكات الطرقات السريعة على ضفتي بحر مرمرة.

وتابع: "المسافة بين أبراج الجسر تبلغ 2023 مترا، وهو بمثابة تأكيد لأهدافنا المنشودة في مئوية تأسيس الجمهورية التركية عام 2023".

وبيّن أردوغان، أن الجسر سيساهم في تقليص مدة العبور بين الضفتين إلى 6 دقائق فقط، بدلا من ساعة ونصف بواسطة السفن، ما سيعود بالفائدة على الاقتصاد التركي.

وأضاف الرئيس التركي "انطلاقا من هذا المفهوم، أنشأنا أكثر من 18 ألف كم من الطرقات المقسمة من خلال العمل المتواصل ليلا نهارا، ليصبح مجموع طول الطرقات المقسمة في عموم البلاد أكثر من 27 ألف كم".

ولفت إلى أنه في السنوات الـ 18 الماضية، زاد طول الطرقات السريعة في البلاد إلى 3 آلاف و100 كم، فضلا عن إنشاء سكك للقطارات السريعة بطول ألف و213 كم.

وقال أردوغان إن هناك الكثير من مشاريع الطرقات البرية، والسكك الحديدية، والنقل الجوي، والبحري، ما زالت قيد الإنشاء حاليا، وأنه لدى تدشينها لن تكون تركيا قادرة على سد احتياجاتها فحسب، إنما ستصبح مركز عبور يسد احتياجات المنطقة برمتها.

ويصل الجسر بين منطقتي غاليبولو، ولابسيكي في الجانب الآسيوي، ويقوم على قاعدتين بطول 333 متر في كل ضفة، بينما يبلغ ارتفاع أبراجه 318 مترا، في حين تبلغ المسافية بين قاعدتيه 2023 مترا.

ويعمل في إنجاز المشروع كادر ضخم يضم حوالي 5 آلاف شخص، بينهم 649 مهندس، فضلا عن 895 عربة معدات ثقيلة، يعملون دون انقطاع بنظام الورديات على مدى 24 ساعة.

وجدير بذكر ان معركة جناق قلعة هي حملة عسكرية شنتها قوات بريطانية وفرنسية مشتركة خلال الحرب العالمية الأولى بهدف احتلال العاصمة العثمانية إسطنبول، دارت معارك الحملة في شبه الجزيرة جاليبولي على مضيق الدردنيل عام 1915، باءت جهود الحملة بالفشل وقتل ما قُدّر عدده بحوالي 55 ألف جندي من قوات التحالف (بريطانيا، أستراليا، نيوزيلندا، فرنسا) وحوالي 90 ألف جندي عثماني ومئات الآلاف من الجرحى من الطرفين.

تُعرف هذه المعركة في تركيا باسم چنق قلعة ساواشی (بالتركية: Çanakkale Savaşı)‏ كونها وقعت في منطقة چنق قلعة. وفي بريطانيا، تسمى بمعركة مضيق الدردنيل.

كانت المعركة تهدف إلى غزو إسطنبول عاصمة الدولة العثمانية ومن ثم الدخول إلى الجزء الشمالي الشرقي من تركيا لمساندة روسيا ضد القوات الألمانية، حيث طلبت روسيا من فرنسا وبريطانيا مساعدتها ضد القوات الألمانية في الجانب الشرقي بعد أن تكبدت القوات الروسية خسائر كبيرة أمام الألمان. والمعركة هي نصر للعسكرية العثمانية حتى يومنا هذا، وكانت خيبة أمل وهزيمة في سجل الجيش البريطاني.

وقد أشرف القائد مصطفى كمال على هذه المعركة من الجانب العثماني، وتعد معركة جاليبولي نقطه سوداء بالتاريخ العسكري البريطاني بعد هزيمتهم بها أمام القوات العثمانية.

اما عن اهم المدن السياحية القريبة من الجسر

قريه اضاتبة تطل على خليج إردميت، وتعتبر أيضا  واحدة من أهم الأماكن الأثرية التاريخية في تركيا. وعند القدوم من مدينة جناق قلعة والمرور بمنطقة أيفاجك يمكننا مشاهدة قرية أضاتبه الجميلة بين ثنايا أشجار الزيتون الكثيفة.

تقع قرية أضاتبه بين ثنايا جبال كاز وهي تابعة لمحافظة أيفاجك التابعة بدورها لولاية جناق قلعة،  وتتميز أضاتبه إلى جانب جبال الألب السويسرية بأن نسبة الأوكسجين فيهما تعد الأعلى في العالم

adatepe

وتعد أيضا مقصدا هاما  للأشخاص الذين يفضلون الابتعاد عن المدن الكبيرة ابتداءً من مدينة إسطنبول، وهي ليست بذات كثافة سكانية عالية فلا يتجاوز تعداد سكانها الذين يقطنون هذه المنازل الحجرية يتعدى 427 شخصًا.

ويمكنكم أيضا زيارة آثار زيوس القديمة والتي تشير إلى عراقة وقِدَمِ هذا المكان التاريخي على مر العصور، فقد حدثت فيها ملحمة الإلياذة المشهورة، وآثارها المتنوعة تشير إلى الحضارات التي تعاقبت فيها من حضارة إغريقية ورومانية وسلجوقية وعثمانية.

adatepe2

ويمكنكم رؤية أقدم معصرة زيتون حجرية في القرية، حيث يتم إنتاج الصابون وزيت الزيتون النقي الغني بالفتامينات، ويقصدها سياح كثيرون منذ عام 2001، كما ستشاهدون أيضا المنازل الحجرية العريقة التي تم تحويلها على مر الأيام إلى فنادق ومقاهي ومطاعم جميلة

المصادر

ترك برس/الاناضول/

ويكيبيديا