تحتوي تركيا على العديد من الاماكن الأثرية التي تروي تاريخ تركيا العريق من جوامع وقصور وكنائس وقلاع، ولعل من أهم هذه القلاع هو حصن الأناضول، وهو أول حصن في اسطنبول.
بني حصن الأناضول بين عامي 1393م – 1394م وبأمر من السلطان بازيد الاول على مساحة 7000 م2 في أضيق نقطة من مضيق البوسفور. ويقع هذا الحصن على الضفة الآسيوية لمضيق البوسفور. بهدف منع دخول المساعدات إلى البيزنطيين عن طريق البحر الأسود.
أسس حصن الأناضول وأسواره على ربوة صخرية، ويتكون من: القلعة الرئيسية والقلعة الداخلية والأسوار الداخلية والخارجية و3 أبراج. القلعة الرئيسية عبارة عن برج ذو شكل مستطيل، وقد بُنيت على صخرة مغطاة بالتراب. ويمكن الدخول إلى هذه القلعة المكونة من 4 طوابق من خلال الباب الموجود في الطرف الجنوبي الغربي. وتحيط بها الجدران الداخلية أيضاً من الجهة الشمالية الغربية والشمالية الشرقية، وتوجد عليها 4 أبراج. والقلعة الداخلية عبارة عن برج في شكل مستطيل له 4 طوايق، ولم يكن للطابق الاول باب في بداية الامر، وكان دخول البرج من جسر يمتد إلى الاسوار الداخلية، ويصعد إلى الطوابق العليا من درج خشبي.
ولحصن الأناضول مكانة خاصة في تاريخ الدولة العثمانية. وبعد هزيمة السلطان بايزيد الأول أمام تيمورلنك في معركة أنقرة عام 1402م، اختفى ابنه سليمان جلبي في الحصن.
تمّت الإستفادة من الحصن في عهد السلطان مراد الثاني، وذلك أثناء عبور الجيش العثماني إلى الروم من أجل منع الجيش الصليبي المَجَري، وقد وصل السلطان مراد إلى هذا الحصن عن طريق مدينة يالوا. وفي ذلك الوقت قام شاندارلي خليل باشا بحماية السلطان مراد بواسطة القذائف المدفعية التي ألقاها على الساحل المقابل، ومع ذلك وبالرغم من وجود الأسطولين البابوي والبندقي فقد عبر إلى الساحل المقابل بسلامة.
ساهمت التعديلات التي قام بها السلطان محمد الفاتح عام 1452م على حصن الأناضول بجعله قوياً أكثر. وتحول الحصن الذي أنشئ دفاعياً إلى مركز هجومي.
وبعد فتح القنسطنطنية، استُخدِم الحصن للرد على الهجمات من جهة البحر الأسود. وفقد الحصن أهميته بعد سيطرة الدولة العثمانية على البحر الأسود في القرن الـ 16.