الحصن الذي بناه السلطان محمد الفاتح والذي كان منطلق فتحه للقسطنطينية. يبلغ إرتفاع أسواره 82 م وبني في 4 أشهر فقط وهو روعة في الجمال تحدى التضاريس وكان معجزة في البناء توقيتاً وبناءاً.
بني الحصن تمهيدًا لفتح القسطنطينية ولإحكام الحصار حولها، ويعد حصن روملي من أهم معالم مدينة إسطنبول التاريخية، ويتميز الحصن الذي يطل على مضيق البوسفور بأسواره وأبراجه العالية. ويذكر أن سمك جدران القلعة بين 20 – 25 قدماً، وأن سمك جدران الأبراج المغطاة بطبقة من الرصاص المسكوب، بين 30 ،32، و35 قدماً. وبُنيت القلعة على شكل أسم النبى محمد (صلى الله عليه وسلم) للتفريج عن المسلمين بأمر من السلطان.
يقع حصن روملي على أضيق الحدود بين الساحل الأناضولي وساحل روملي، وتقدر المسافة بينهما بحوالي 700م، وهي من آثار المعماري مصلح الدين. يتكون الحصن من ثلاث زوايا وثلاثة أبراج، ويتحكم برجان واحداً في البحر والأخر في البر. البرج المضلع الواقع بجانب البحر، بناه الوزير الأعظم خليل باشا جاندارلي، والبرج المطل على قرية حصار بناه صاروجه باشا، والبرج المطل على حي ببك بناه زاغانوس محمد باشا، ويروى أن هؤلاء كانوا يعملون بأيديهم في البناء حتى يكونوا مثالاً يحتذي به العمال.
حكاية حصن روملي
وصل السلطان محمد الفاتح على رأس قوة قوامها 50.000 شخص إلى الموقع الذي وجد به حصن روميلي في 26 أذار (مارس) عام 1452م، وذلك لقطع قناة البحر الأسود على بيزنطة، وبالتالي قطع إعاشتها من هناك من جهة، والسيطرة على قناة إسطنبول (البوسفور) الآمن بين الأناضول والروميلي من جهة ثانية، ولقد حدد السلطان محمد الفاتح نفسه مكان حصن روملي وهدم كنيسة سان ميشيل الموجوده هناك، وأضاف أنقاضها إلى المواد التي أتي بها من الأناضول، كما أتي بالخشب من أرغلي قره دنيز وأزمير، وبقى في هذا الموقع حتى نهاية شهر اب (أغسطس)، حيث عمل إشرافاً مباشراً على أعمال البناء، التي أستخدم فيها بين 3000 – 5000 عامل، و10.000 رجل بصفة مساعدين، ونجح في إنهاء العمل في نهاية شهر أب (أغسطس). ولما كان العمل جارياً على قدم وساق، في حصن روملي كان السلطان محمد الفاتح يقوم بإضافة بعض اللواحق إلى حصن الأناضول، وترميم بعض إستحكاماته، ووضع المدافع والعساكر فيه، وبذلك تمكن من القناة في أضيق محل فيها من الجانبين. ويذكر إن أعمال الإنشاء والبناء في حصن روملي الذي سمي في المصادر العثمانية باسمه القديم حصن بوغاز كسنHisarı Boğazkesen والذي يعني قاطع القناة، تمت في أربعة أشهر، وتذكر إحدى الروايات أنها أكتملت في 40 يوماً.
إلا أنه وحسب المصادر البيزنطية، فإن مجيء السلطان محمد الفاتح إلى موقع الحصن كان في 26 أذار (مارس) وأما بموجب الكتابة الموجودة على الباب الداخلي من الحصن الناظر على جهة حي ببك فكان الإنتهاء من العمل كان في شهر تموز (يوليو)، ولذلك يتضح أن هذا العمل الهائل، قد تم إستكماله خلال ثلاثة أشهر ونصف، ولما اكتمل الحصن، ووضع فيه المحافظون، عاد السلطان محمد الفاتح إلى أدرنة وذلك في 28 أب (أغسطس).