أحد الممرات البحرية الدولية، يعرف بأسم بوغاز إسطنبول وبوغاز البحر الأسود. يصل مضيق البوسفور بحر مرمرة والبحر الأسود، يليه مضيق الدردنيل ومن ثم بحر إيجا الذي يُعتبر جزءاً من البحر الأبيض المتوسط، يقع هذا المضيق في تركيا زيفصل بين قارتي آسيا وإفريقيا.
يبلغ طوله حوالي 27كم، أما عرضه من ناحية المدخل الشمالي من البحر الأسود فيبلغ حوالي 3.9 كم، تصل أضيق أجزاء المضيق مابين 640 - 700م، أما عمق المياه في المضيق فيتراوح ما بين 36 – 122م.
حركة مياه مضيق البوسفور متعاكسة بين سطحه وأعماقه، حيث يظهر على سطحه في وسط الممر تيار مائي سريع يسير من البحر الأسود متجهاً إلى بحر مرمرة، في تلك الأثناء يتحرّك تيّار آخر معاكس ينطلق من بحر مرمرة باتجاه البحر الأسود تحت سطح مياه المضيق، وتحدث تلك التيّارات نتيجة تباينٍ في الأحوال الفيزيائيّة بين مياه بحر مرمرة والبحر الأسود من حيث الكثافة والملوحة ودرجة الحرارة، إضافةً لحركة الرياح والتيارات الهوائية في المنطقة. غالباً كانت تلك التيّارات إضافةً لحركة الرياح سبباً في جنوح العديد من المراكب والسفن عن مساراتها، وارتطامها على جانبي الممر أو بعضها ببعض وخاصةً في لحظة توافق الرياح الشديدة مع اتجاهات تلك التيّارات المائيّة السريعة، إضافة لتحطيم المباني السكنيّة والمنشآت.
في عام 1995م بلغ عدد حوادث اصطدام زوارق الصيد بالسفن الضخمة حوالي 320 حادثاً، وقد تسببت تلك الحوادث في إشتعال عدد من الحرائق الكبيرة، بسبب إشتعال النيران في حمولة تلك السفن من النفط أو الغاز أو عدد من المواد القابلة للإشتعال الأخرى.
تعود أهمية مضيق البوسفور إلى زمن حرب طروادة التي وقعت من عام 1193م – 1184، وإرتباط المضيق إضافةً لبحر مرمرة والدردنيل بالعديد من الأحداث والأساطير الملحمية. ازدادت أهميّة المضيق الاستراتيجية والتجارية بعد إزدهار مدينة بيزنطة ومن بعدها القسطنطينية أعقبتها مدينة إسطنبول.
بنى حكام بيزنطة تحصينات قوية على كلا جانبي المضيق، بهدف حماية المدينة، وعزز سلاطين الدولة العثمانية تلك التحصينات كأسوار أناضولو حصار في القسم الآسيوي، وسور روملي حصار في القسم الأوروبي من المضيق، وقد حظر مرور المراكب والسفن فيه دون إذنٍ من السلطات، وبقي الأمر على حاله حتى وافقت الدولة العثمانيّة على مرور المراكب والسفن الأجنبيّة إبان معاهدة (كوتشوك كينارجه) التي وقعت عام 1774م ، وترسخ مرور السفن بعد حرب القرم في معاهدة عقدت في باريس عام 1856م، لكن بقي الحظر مستمراً ومقيداً على السفن والقطع الحربية. في عام 1936م قامت معاهدة (مونترو) بتنظيم مرور السفن الحربية من وإلى البحر الأسود، ومنحت تركيا حق حماية الممرات والمضائق، من خلال فرض قيود تحددها الدولة على نوعية السفن وعددها وحمولاتها، إضافةً لأوقات مرورها وغيرها، وعلى وجه التحديد كافة السفن التي ترفع العلم الروسي. إبان دخول تركيا في حلف شمال الأطلسي (الناتو) لمواجهة الكتلة الشيوعية والاتحاد السوفييتي السابق، إحتفظت الدولة بحق منع مرور بعض السفن الحربية إن رأت في هذا الأمر تهديداً لأمنها الوطني.
أما في الوقت الحالي فإن أهميّة المضيق تتركز في وظيفته كونه طريقاً مائياً وممراً بحرياً تجارياً يربط الدول المحيطة بالبحر الأسود وأساطيلها بدول البحر الأبيض المتوسط، ومنه إلى كافة أرجاء العالم، وخاصةً روسيا التي تفتقر إلى مياه دافئة على مدار العام إلا عن طريق البحر الأسود ومفتاحه المتمثل في مضيق البوسفور.