يعتبر جامع النصرتية واحداً من أواخر الجوامع التي بنيت على الطراز المعماري العثماني الكلاسيكي.
يقع جامع النصرتية في حي طوب خانة Tophane قي منطقة بي أوغلو Beyoğlu في القسم الأوروبي من مدينة اسطنبول.
في مطلع القرن الـ 19 عام (1823م – 1826م) وبأمر من السلطان محمود الثاني بني جامع النصرتية على أنقاض الجامع الخشبي الذي أنشأه السلطان سليم الثالث والذي كان يسمى بـ جامع قشلة (ثكنة) العرباجيلار Arabacılar Kışlası’nın camisi والذي تعرض للحرق وأصبح أنقاض. وكان يعرف بأسم جامع طوب خانة Tophane Camii وأطلق على الجامع أسم جامع النصرتية والتي تعني جامع النصر إشارةً إلى إنتصار السلطان على تمرد الجيش الإنكشاري. وتم إعمار الجامع بين أعوام (1955م – 1958م) إعماراً تاماً وفي أعوام 1980م و 1992م تم إعماره إعماراً جزئياً.
صمم ونفذ الجامع من قبل المعماري كريكور أميرا باليان Krikor Amira Balyan وأستغرق بنائه ثلاث سنوات. حيث تم إنشاء مدخل الجامع على الطراز الباروكي، يبلغ إرتفاع المدخل 4م وعرضه 2.10م. يغطي قسم الحرم قبة عالية ذات إرتفاع 33م وقطرها 15م، مزينة بنقوش مخطوطة يدوياً وتحتوي على 20 نافذة. أما المحراب فأنشأ على شكل نصف دائرة من الداخل، مغطى بنصف قبة، ويوجد عند طرفيه نافذتان.
تحتوي أرضية الجامع على أربعة سلاسل من النوافذ تعمل على إضائته. أما الرخام الذي يغطي جدران الجامع فهو بإرتفاع السلسلة الثانية من النوافذ. يحتوي الجامع على مئذنتين ذات شرفتين. ويحتوي فناء الجامع على نافورة كبيرة مغطاة بقبة كبيرة تستند على 10 أعمدة، كما يحتوي الفناء أيضاً على بنائين آخرين هما المزولة الشمسية والسبيل.
أما المبنى ذو النتوءات الموجودة في شرق وغرب المدخل فهو قصر السلطان، والجالس على قوس مدور من الرخام مستند على أعمدة من الرخام أيضاً. يمكن الوصول إلى قصر السلطان من داخل غرف المصلى وكذلك من الرواق الخارجي. بينما يقع مكان دخول السلطان في الجهة الجنوبية المطلة على البحر. جدران قصر السلطان مزينة بأشكال النباتات والزهور بينما المدخل ذو القوس فتجد فيه روعة الخط الذي خطه الخطاط الشهير مصطفى راقم.