تم افتتاح مسجد "تشاملجا" الكبير، في 3 مايو/أيار 2019، بحضور الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، وممثلين من مختلف دول العالم الإسلاميو.استقبل مسجد "تشاملجا" الكبير، بمدينة إسطنبول، 7 ملايين زائر، خلال العام الأول من افتتاحه رسمياً.
وقال أرغين كولونك، رئيس جمعية إنشاء وإحياء المساجد والأبنية الثقافية في إسطنبول: "مسجد تشاملجا شهد خلال شهر رمضان العالم الماضي، أداء 70 ألف شخص فيه صلاة الفجر، و50 ألفا آخرين أدوا فيه صلاة الجمعة".
وأضاف أن المسجد والمجمّع التابع له، استقبل منذ افتتاحه رسمياً العام الماضي، 7 ملايين زائر.
و فى عام 2013، بدأت عمليات بناء المسجد على أعلى قمة في مدينة إسطنبول بمنطقة أوسكودار على طراز الهندسة المعمارية العثمانية والمعاصرة.وشيد المسجد على مساحة 15 ألف متر مربع، ويتسع لنحو 63 ألف مصلٍ في وقت واحد.
كما يضم قاعة مؤتمرات، ومتحفا للآثار الإسلامية التركية، ومكتبة عامة، ومعرضا للفنون، إضافة إلى موقف لسيارات رواد المسجد.
مسجد تشاملجا، وأرقام تاريخية ومعلومات مهمة
وتم تصميمُ المسجد بشكل بارع بكل المقاييس، فظهرت فيه روعة بناء المساجد العثمانية الرائعة، كما رمزت بعض أرقام الأبعاد والأطوال فيه لرموز إسلامية مهمة، وأعطت مدلولات تاريخية وإسلامية معينة، وكذلك دلَّت أعداد الشرفات وغيرها على دلالات لا تخفى في تاريخ المسلمين والأتراك، ومنها :
- تمثّل عدد مآذن جامع تشاملجا الستة، أركان الإيمان. ومن هذه المآذن أربعة مآذن ثلاثية الشرفات، بطول 107.1 متراً، في إشارة إلى معركة ملاذكرد Malazgirt المهمة في التاريخ التركي، حين انتصر السلاجقة الأتراك على الدولة البيزنطية، والتي توطدت على أثرها قوَّة الأتراك في بلاد الأناضول.
وأما المئذنتان الباقيتان فكانتا بشُرفتين وبطول 90 متراً.
- وتم بناء قبَّة المسجد بأبعاد ترمز إلى مدينة اسطنبول، فيبلغ قُطر القبَّة 34 متراً، وأما ارتفاعها فيبلغ 72 متراً، وفيه إشارة إلى 72 أُمَّة عاشت في مدينة اسطنبول الرئيسية.
- وكُتب على وجه القُبَّة 16 اسماً من أسماء الله الحسنى، المذكورة في الآيتين الأخيرتين من سورة الحشر، وفي ذلك إشارة إلى الدول الـ 16 التركية، والتي تفرَّعت عن أصول تركية، ولعبت دوراً مهمّاً في تاريخ الأتراك، وهي: الدولة الكوك تورك، والامبراطورية التيمورية، والامبراطورية السلجوقية، وامبراطورية الآق هون، وامبراطورية الهون في أوروبا، وامبراطورية الهون الغربية، وامبراطورية الهون العظمى، وامبراطورية الهند البابرية، ودولة الخزر، ودولة الإيغور، ودولة الآوار، والدولة الخوارزمية، والدولة الغزنوية، ودولة القبيلة الذهبية، ودولة الخانات السود.
- وفوق القبة الرئيسة تم وضع سارية هلالية عرضها 3.12 متراً وبارتفاع 7.77 متراً، وبوزن 4.5 طنٍ، وتم تلوين هذه السارية بتقنية النانو، وهي أكبر مثيلاتها في العالم.
- وقد أصبح المسجد الذي تم تخطيط بنائه على الطراز العثماني السلجوقي ممزوجاً بالطراز المعاصر، واحداً من رموز مدينة القارَّتين، وتلاحظُه العَين من بعيد في أعلى تلة العرائس الواقعة في الطرف الآسيوي من مدينة اسطنبول. وقد أحرز جامع تشاملجا بذلك فخامةً وهيبةً مكانيَّة وبُنيويَّة، وتضمَّن بناؤه أرقاماً قياسية تتناسب مع هذه البُنية
- وإلى جانب الجامع بُنيَ متحفٌ، ومركز فنيٌّ، ومكتبة، وقاعة مؤتمرات، وورشة حرفية، بالإضافة إلى موقف كبير جداً للسيارات يخدّم حاجة المصلين والزائرين.
وفي افتتاح المسجد رفع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يديه إلى السماء، داعياً الله بالخير والسلام للعالم الإسلامي، ومرحِّباً بالوفود الذين جاؤوا من مختلف الدول ليشهدوا افتتاح هذا الصرح الإسلامي العظيم.
وتحدَّث الرئيس أردوغان أيضاً عن الآية الكريمة "إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّهَ ۖ فَعَسَىٰ أُولَٰئِكَ أَن يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ" [سورة التوبة/ 18].
كما بارك الرئيس أردوغان للمسلمين بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك، الذي انتظره المسلمون 11 شهراً بفارغ الصبر ومزيد الشوق، وسأل الله تعالى أن يتقبل الطاعات في هذا الشهر المبارك، وأن يجيب الدعوات، وأن يكون هذا الشهرُ شهرَ خير على جميع المسلمين في كل مكان.
ويشار إلى أنه في وقت سابق من فجر يوم الخميس 7 آذار/ مارس من العام الحالي تم رفع أول أذان من مآذن مسجد تشاملجا Çamlıca ، بعد اكتمال بنائه والاستعداد لافتتاحه، وبحضور عدد كبير من المصلين الذين توافدوا إلى المسجد لحضور أول صلاة فيه.
المصدر وكاله الاناضول