مع اتساع الحديث مؤخراً عن الحجر الصحي، بسبب الانتشار العالمي لفيروس "كورونا" المستجد، توجهت الأنظار إلى تاريخ الحجر الصحي حول العالم، والمرافق المخصصة لهذا الغرض على مر العصور والسنوات الماضية.
وفي هذا الإطار، سلطت وسائل إعلام تركية، الضوء على أول جزيرة للحجر الصحي، بنيت في عهد الإمبراطورية العثمانية، في منطقة أورلا في مدينة إزمير، غربي تركيا، وعُرفت بأنها جزيرة الحجر الصحي العثمانية.
ووفقاً لهذا فإن الجزيرة التي تجري فيها أعمال الترميم، كانت مثالا لنظام الحجر الصحي المتقدم المتلائم مع الواقع الحالي، على الرغم من إنشائها في ظل ظروف سابقة.
الجزيرة التركية، بناها فرنسيون في العهد العثماني، بهدف مكافحة الأمراض المعدية مثل الكوليرا والطاعون التي سادت في تلك الفترة، وفقاً لما نقله "عربي 21" عن صحيفة "يني شفق".
وتشكل الجزيرة التي سيتم تحديث 16 مبنى تاريخيا فيها، في إطار الترميم الذي ستقوم به المديرية العامة للحدود والسواحل، مثالا لنظام الحجر الصحي الحالي رغم بنائها في تلك الظروف السابقة.
وفي معرض تعليقه على الأمر، قال مدير جزيرة أورلا للحجر الصحي، تورغت يلماز، إنه تم تطبيق أول نظام حجر صحي في إزمير عام 1840، فيما جرى تفعيل جزيرة "الحجر الصحي" في أورلا ما بين الأعوام 1869- 1865.
وأضاف، أنه مع النمو المتسارع لمدينة إزمير، وتنامي التجارة وزياردة السكك الحديدية في ذلك الوقت، تقرر نقل مركز الحجر الصحي إلى جزيرة أورلا بالولاية.
وأشار إلى أنه حتى عام 1866 م، لم يكن هناك معايير علمية محددة بشأن تطبيق الحجر الصحي وفترته، مضيفاً: "عدم وجود هذه المعايير يحدّ من السياحة، ونتيجة ذلك بدأ خلال مؤتمر إسطنبول بذلك الوقت، تطبيقات علمية في مواجهة بكتيريا الكوليرا".
وأكد على أن جزيرة أورلا تعد الأولى في تطبيق الحجر الصحي العلمي، وهي لا تختلف عن مراكز الحجر الصحي التي نراها حاليا، وتتمتع بنفس المواصفات التي يتم تطبيقها اليوم.
ولفت إلى أنه كان يتم نقل ركاب السفن التي رست على الجزيرة عبر القوارب إلى المبنى الرئيسي، لافتا إلى أن النظام في الجزيرة على الشكل التالي:
- "كانت توضع الملابس الشخصية في شبكات خاصة في دواليب دوارة تدور 360 درجة، وتنفخ الهواء الساخن، وتقوم بعملية التطهير بالبخار".
- "كان يتم نقل المسافرين إلى غرف الاستحمام الخاصة التي تحتوي على مناشف وقباقيب، ثم يقوم الطبيب بمعاينتهم".
- "المسافرون الذين يعتقد أن صحتهم جيدة، يتم وضعهم في الحجر الصحي مدة تتراوح ما بين 8- 10 أيام".
- "ومن يتم التأكد بإصابته بالمرض، يوضع في غرف عناية خاصة للعلاج، وأما الأموات فيتم دفنهم في مقابر عميقة من الجير".
ولفت يلماز، أن الجزيرة بنيت على مساحة 323 دونما، وفيها 16 مبنى، وتتسع بالمتوسط لـ600 شخص، مشيراً إلى أن عملية الترميم بدأت بالجزيرة في نيسان/ أبريل 2018، وتضمنت إعادة تطوير المبنى الرئيسي، وانتهت في تشرين أول/ أكتوبر الماضي.
المصدر: ترك برس