تعتبر السياحة العلاجية في تركيا من أهم العوامل التي تعتمد عليها تركيا في زيادة عدد السياح سنويا، وذلك لما تمتلكه من مصادر مهمة تستند عليها السياحة العلاجية سواء كانت طبيعية كالينابيع الطبيعية أو طبية كالمستشفيات والمراكز الطبية المتقدمة. وعليه ازداد أعداد السياح الذين يتوجهون إلى تركيا لغرض العلاج الطبيعي أو العلاج الطبي وبنفس الوقت التمتع بلأماكن السياحية والمناظر الطبيعية الخلابة في تركيا.
تهتم تركيا كثيرا بالسياحة العلاجية وذلك لسببين هما:
التبادل الثقافي
يعد الوعي بالتبادل الثقافي واحداً من أهم التأثيرات الايجابية للسياحة العلاجية، نظراً لإقبال الكثير من السياح الأجانب ومن دول مختلفة ذات ثقافات مختلفة، وهذا له فوائد عديدة لتركيا والشعب التركي منها:
- تعرف الأفراد على عادات وسلوكيات الدول المختلفة.
- تنمية الروابط الإجتماعية بين شعوب العالم.
- دعم التراث الانساني واإتساع الحلقة الحضارية.
- إكتساب الاحترام والتعاون المتبادل بين الدول.
- تبادل المعرفة والقيم الأخلاقية بين شعوب العالم.
زيادة الدخل القومي
كلما تطورت السياحة العلاجية كلما زاد أعداد السائحين القادمين إلى تركيا، وبالتالي يزداد الدخل القومي وينتعش إقتصاد البلد. حيث إن السياح القادمون من أجل العلاج ينفقون أكثر من السياح القادمون من أجل المناظر الطبيعية لمدن تركيا الجميلة والمناطق والمتاحف والمساجد الأثرية التي تحكي تاريخ تركيا العريق. ولهذا السبب نجد إن وزارة الصحة التركية تسعى جاهدة إلى زيادة عدد السائحين من أجل العلاج إلى مليوني سائح مع حلول عام 2023، وذلك من خلال السعي المتواصل على تطوير أنظمة العلاج والمرافق الصحية والسياحية وتسهيل الدخول إلى تركيا. حيث بلغت عائدات تركيا من السياحة الطبية نحو 4.4 مليار دولار خلال الخمسة أعوام الأخيرة وبحسب هيئة الاحصاء التركية (Türsab) فإن 2.852.975 شخصا زارا تركيا لأغراض صحية وطبية بين عامي 2013-2017.
أزمة الليرة التركية والسياحة العلاجية
على الرغم من تدهور الليرة التركية في الأونة الأخيرة وإستياء الشعب التركي من هذه الأزمة إلا أن هذا التدهور في أسعار الليرة التركية يعتبر إيجابياً بالنسبة للسياحة العلاجية، حيث ان إنخفاض الليرة التركية يؤدي الى زيادة أعداد السياح القادمون إلى تركيا نتيجة إنخفاض التكلفة بالنسبة للسياح. كما إن الحكومة التركية لا تتعامل مع السياحة العلاجية بالتكلفة فهي تتعامل معها باعتبارها مصدراً رئيسياً للدخل، وعليه تحتاج السياحة العلاجية إلى استثمار بإنضباط وقواعد صارمة، حيث إن الأمر ليس مجرد سياحة عادية وإنما سياحة مرتبطة بصحة الانسان.
وفي الختام نلاحظ إن دولة تركيا تشهد قفزة نوعية في حجم واردات السياحة العلاجية والتي بلغت مليار ونصف المليار دولار أمريكي وذلك حسب تصريحات وزير الصحة التركي السيد فخرالدين قوجا في اجتماع محرري وكالة الأناضول، بمقر الوكالة في العاصمة التركية أنقرة. ويرى وزير الصحة التركي أن بلاده تطمح بزيادة هذا الرقم إلى خمسة أضعافه في عام 2023، مشيراً إلى إن واردات السياحة العلاجية وصلت لحد 1.5 مليار دولار أمريكي خلال هذا العام.