ويعرف أيضاً بِمُسمّى التعليم العالي، وهو المرحلة الأخيرة من المراحل الدراسية والتي يدرس فيها الطالب فرعاً من الفروع الدراسية بشكلٍ أكثر تخصصاً، ومن التعريفات الأخرى للتعليم للجامعي، هو المستوى التعليميّ الذي يأتي مباشرةً بعد التعليم الثانويّ، ويجب أن يُحقّق الطالب معدلاً دراسيّاً في المرحلة الثانوية يُؤهلهُ للدراسةِ الجامعية، أو للإلتحاقِ بالتخصصِ الجامعي الذي يهتمُ بدراسته، وبعد التخرج من التعليم الجامعي يحصلُ الطالب على شهادةٍ تؤهله من الحصولِ على عمل معين ضمن مؤهلاتهِ التعليمية، أو تساعدهُ في الإستمرارِ بدراسة مراحل متقدمة من الدراسات العليا في الجامعة.
تاريخ التعليم الجامعي
إن التعليم الجامعي من أنواع التعليم القديمة، والذي حصل على إهتمام كبير من قبل مختلف شعوب العالم، وتُعتبر كل من جامعتي الزيتونة في تونس، والقرويين في المغرب من أقدم الجامعات في العالم، والتي أهتمت بتقديمِ مختلف أنواع التخصصات الدراسية التي التحق فيها العديد من الطلاب الجامعيين.
بعد إعداد القانون العام لحقوق الإنسان، وتوزيعه على مجموعة من الحقوق ومن ضمنها حق الإنسان في التعليم، نص هذا الحق على ضرورة حصول الإنسان على التعليم العالي في الجامعة في حال أراد الطالب إستكمال دراسته الجامعية، وقد إعتمد ذلك على الإهتمام العالمي في التعليم الجامعي منذ القرن الـ 19 للميلاد، وحتى هذا الوقت الذي شهد إنشاء العديد من الجامعات العامة، والخاصة في مختلف دول العالم.
خصائص التعليم الجامعي
لا تحتوي الخطط الدراسية للكليات الجامعية على مواد عامة كما في الدراسة المدرسية. يطور قطاع التعليم من خلال الإعتماد على تزويده بمجموعة من الكتب، والمؤلفات المتخصصة في العديد من المجالات الدراسية. يحافظ على التطور الإقتصادي، عن طريق تزويد سوق العمل بالعديدِ من الكفاءات التي تدعمه، وتطوره. يقلل من مستوى الأمية العام في المجتمع، ويزيد من الوعي المعرفي، والإدراكي عند المتعلمين من فئة الشباب. يقدم مجموعةً من الأبحاث المهمة في مختلف مجالات المعرفة، مما يدعم قطاع البحث العالمي.
شهادات التعليم الجامعي
الشهادة الجامعية الأولى (بكالوريوس)
هي المرحلة الأولى من مراحل التعليم الجامعي، وتُعتبر أيضاً المرحلة الأساسية في الجامعة التي يسعى أغلب الطلاب الذين تمكنوا من النجاح في المرحلة الثانوية من الإلتحاق فيها، وفي هذه المرحلة يختار الطالب التخصص الذين يناسبه، ويتوافق مع متطلبات شهادته في الثانوية العامة، وتتراوح مدة الدراسة في مرحلة البكالوريوس بين 4 – 5 سنوات، وقد تمتد لـ 8 سنوات في بعض التخصصات الجامعية، كتخصص الطب.
شهادة الدراسة العليا (ماجستير)
هي الشهادة الجامعية الثانية بعد شهادة البكالوريوس، وفيها يتخصص الطالب بشكل أكثر تفصيل بتخصصه في مرحلة البكالوريوس، وحتى يتمكن من الحصول على هذه الشهادة عليه إجتياز ساعات الخطة الدراسية بنجاح، وتتراوح مدة الدراسة في مرحلة الماجستير بين السنة، والسنتين.
شهادة الدراسة العليا (الدكتوراه)
هي الشهادة الجامعية الثالثة والأخيرة، والتي مِن الممكن الالتحاق بها بعد النجاح في مرحلة الماجستير، وهذه المرحلة تكون أكثر تخصصاً من مرحلة الماجستير، فتعتمدُ على الدراسة المكثفة للعديدِ من المواد الخاصة بتخصصِ الدكتوراه، وتتراوح مدة الدراسة في هذه المرحلة بين السنة، والسنتين.
ما هي أهمية التعليم الجامعي ..؟
تعتبر مرحلة التعليم الأكاديمي أو الجامعي من أهم المراحل التعليمية التي يمر بها الإنسان وذلك لأن خلالها يتحدد مصيره، ويختار التخصص في المجال الذي يريد العمل به فيما بعد فمثلاً من الطلاب من يريد أن يصبح طبيباً فيلتحق بكلية الطب، ومنهم من يريد أن يصبح مهندساً فيلتحق بكلية الهندسة، وهكذا. وأهتمت الكثير من الدول العربية والأوربية بهذه المرحلة إهتماماً كبيراً فنجد أن عدد من هذه الدول قد أتاحت التعليم الجامعي أو الأكاديمي لأبنائها دون مقابل مادي أو بتكاليف بسيطة وتحرص على توفير الجو المناسب الذي يسهم في تخريج دفعات قادرة على النهوض بمستقبل وطنها و قامت أيضاً بتطوير المرافق الخاصة بالجامعات، وأختارت الأساتذة الأكفاء لكي يكسبوا الطلاب الخبرات اللازمة، و يمكن إيجاز أهمية التعليم الجامعي في النقاط التالية :
- يعتمد الشباب على التعليم الجامعي بشكل جوهري من أجل الحصول على وظيفة مناسبة فلا شك أن المؤهل الجامعي هو المفتاح الأساسي للخروج إلى سوق العمل و من ثم يضمن الإنسان الحصول على دخل مناسب يعينه على قضاء متطلباته .
- تعتمد الدول بشكل أساسي على هذا النوع من التعليم من أجل تخريج دفعات قادرة على العمل في مختلف القطاعات والمؤسسات سواءً بالصحة أو التجارة أو الصناعة أو السياحة أو غير ذلك من القطاعات فكل هذا يزيدها تقدماً وتطوراً، و قد ساهم هذا التعليم بالفعل في تخريج أطباء وعلماء وإعلامين وسياسيين وكان لكل منهم دوراً بارزاً في رفع تعزيز مكانة بلدهم بين الدول الأخرى.
- يؤدي التعليم الجامعي دوراً هاماً في تنمية الوعي الثقافي بين أبناء المجتمع بالقضايا الخاصة بالوطن، والتي تأخذ حيزاً كبيراً من إهتمام الرأي العام، ويتعلم الطلاب أيضاً ومن خلاله أساليب وآداب الحوار وتزداد قدرتهم على الإستيعاب، والتفكير بطرق جيدة، والإبتعاد عن العشوائية في إتخاذ القرارات.
كيف يمكن للدول الإرتقاء بمستوى التعليم الجامعي لديها ..؟
يجب على الدول أن تهتم إهتماماً كبيراً بمرحلة التعليم الجامعي أو الأكاديمي، وتسعى لتطوير المناهج التعليمية بما يتفق مع متطلبات سوق العمل، وتعتمد على طرق التدريس الفعالة وتسعى لتعديل السياسات التربوية التي تتبعها وتحسن إختيار المعلمين و تسعى لتدريبهم بشكل جيد لكي ترفع كفاءتهم و تنمي قدراتهم وهذا من أجل النهوض بالمستوى الفكري والثقافي وتنمية عقول الطلاب، وذلك لأنها إذا نجحت في تنمية عقول الطلاب سوف يساعدها ذلك فيما بعد على تحقيق التنمية في شتى المجالات الاقتصادية، والاجتماعية وغيرها .