جسر غلاطة Galata Köprüsü

اسطنبول، المدينة التركية التي تمتاز بجمالها وحضارتها العريقة، حيث كل جامع، وكنيسة، وبرج، وقلعة، وجسر، وشارع يحكي قصة وتاريخ عصر من العصور التي مرت بها تركيا عامةً واسطنبول خاصةً. ولعل من أهم هذه المعالم التاريخية جسر غلاطة. والذي يقع في منطقة بي أوغلو ويمتد فوق القرن الذهبي ويربط منطقة أمينونو بمنطقة كاراكوي في القسم الأوروبي من مدينة اسطنبول.

سمي الجسر بهذا الأسم نسبة إلى منطقة غلاطة وبرج غلاطة القريب منه.

يستمتع السياح وسكان مدينة اسطنبول بالتجول فوق جسر غلاطة والنظر إلى مدينة إسطنبول والسفن والبواخر الذاهبة والقادمة من القسم الأسيوي إلى ميناء أمينونو في القسم الأوروبي من مدينة اسطنبول. فضلاً عن التمتع بمراقبة صيادين الأسماك المصطفين فوق الجسر لأصدياد الأسماك.

يتكون جسر غلاطة من طابقين، حيث يوجد في الطابق السفلي عدد من المقاهي والمطاعم التي تقدم أشهى المأكولات البحرية، فضلاً عن الأكشاك الصغيرة التي تبيع الحلويات والسيميت التركي المشهور. أما الطابق العلوي فمخصص للمشاة ومرور السيارات، إضافةً إلى إحتوائه على مسارات الترام واي.

تاريخ جسر غلاطة

يعود تاريخ جسر غلاطة إلى العهد العثماني، ففي عام 1845م وبأمر من السلطان عبدالمجيد الثاني تم بناء جسر غلاطة وكان عبارة عن جسر خشبي أطلق عليه أسم الجسر الجديد Cisr-i Cedit، وكان أول من مر من تحته بسفينته قائد المنتخب الفرنسي ماجنان Magnan. أستخدم هذا الجسر لمدة 18 عام، ولكنه أتلف وأعيد بنائه في 1863م وبأمر من أمير البحرية حسن أحمد باشا حيث تم إستبداله بجسر خشبي جديد وذلك إتباعاً لأوامر الملك عبد العزيز بهدف الإستعداد لزيارة نابليون الثالث لاسطنبول، ومن ثم أنجز الجسر عام 1875م بطول 480 م وعرض 14 م وكلفته وصلت لـ 105.000 ليرة ذهبية. بعد 37 سنة من الإستخدام (1912م) تم إستبدال الجسر بآخر ثقيل ومتين، ففي ذلك العام تم بناء الجسر الرابع من قبل شركة ألمانية بكلفة 350.00 ليرة ذهبية وكان طوله 466 م وعرضه 25 م. وفي عام 1914م تم إمرار قطار كهربائي على الجسر يعمل بين منطقة امينونو ومنطقة كرا كوي، وخلال عام 1987م بدؤوا بإنشاء جسر جديد بجانب هذا الجسر التاريخي، ولكن قبل إتمامه وفي شهر أيار (مايو) / 1992م شب حريق مجهول السبب في الجسر القديم، مما عرضه لخسائر كبيرة، ونتيجة لذلك أسرعوا في إتمام الجسر الجديد ووضعه في الخدمة في شهر حزيران (يونيو) من نفس العام (1992)، أما قطع الجسر القديم المؤلف من أحد عشر قطعة والمتواجدة في جهة كراكوي تركت مكانها ونقلت الأجزاء غير المحترقة منه ووضعت على البر عند طرف جسر أتاتورك، الواقع في طرف منطقة اون كابي، على العلم بأنه كان يتم التشديد في حماية جسر غلاطة قديماً من الحرائق، حيث كان يمنع المارة من التدخين فوقه نهاراً أما ليلا فكان يمنع المرور فيه. ونتيجة لإزدياد المارة على الجسر في أواخر القرن الـ 19 ومن أجل ضبط الفوضى فيه تم بناء مخفر شرطة على طرف الجسر الواقع في منطقة غلاطة. وآخر جسر تم بناؤه وما زال ليومنا هذا من قبل شركة مقاولات تركية وهو جسر قلاب يبلغ طوله 490 م وعرضه 42 م.