عند قرائتنا لتاريخ تركيا نلاحظ إن الكثير من القادة حاولوا فتح اسطنبول، ولكن جميع هذه المحاولات باءت بالفشل، إلى أن جاء السلطان العثماني محمد الفانح وفتح القسطنطينية (اسطنبول حالياً) عام 1453م، وأصبحت عاصمة الدولة العثمانية حتى قيام الجمهورية التركية عام 1923م، وحينها أصبحت أنقرة هي عاصمة الجمهورية التركية بدلاً عن اسطنبول.
وبحلول عام 1985م ونتيجة للإزدياد الهائل في عدد سكان اسطنبول في فترة زمنية قياسية، والذي زاد من حجم الإزدحام على جسر البوسفور تتطلب إنشاء جسر آخر جديد مرادف لجسر البوسفور أطلق عليه أسم جسر السلطان محمد الفاتح السلطان العثماني الذي فتح القسطنطينية وأنهى الأمبراطورية البيزنطية للبلاد.
تم تصميم البرج بواسطة شركة فريمان فوكس وشركاؤه وهي نفس الشركة التي قامت بتصميم جسر البوسفور وقد تولى العمل على إنشاء الجسر ائتلاف عالمي مكون من ثلاث شركات يابانية وشركة إيطالية وشركة تركية، وتم وضع حجر الأساس لجسر السلطان محمد الفاتح بتاريخ 4 / كانون الثاني( يناير) / 1986م، في عهد حكومة "تورغوت أوزال"، وتم الانتهاء من عملية إنشائه بالكامل بتاريخ 3 / تموز (يوليو) / 1988م، وقام بافتتاحه نائب الرئيس التركي "تورگوت اوزال" الذي قاد بنفسه سيارته الرسمية كأول شخص يعبر الجسر.
يبلغ طول جسر السلطان محمد الفاتح 1510م، وعرضه 39,4م، أما ارتفاعه فيصل إلى 169م عن سطح البحر، وقد بلغت ميزانية تشييده بحسب إحصائيات القائمين عليه 125.000.000 دولار أمريكي.
يقع جسر السلطان محمد الفاتح على مضيق البوسفور، فوق جسر اليوسفور ويصل بين منطقتي كفاجيك في القسم الأوروبي وحصار أوستو في القسم الأسيوي من مدينة اسطنبول.
يحتل جسر السلطان محمد الفاتح والذي يعرف أيضاً بأسم جسر البوسفور الثاني المرتبة الرابعة عشر بين الجسور المعلقة في أنحاء العالم، من حيث كتلة الفولاذ المستخدمة في تشييده.