جامع العرب Arap Camii

بين الماضي والحاضر، حضارة لاتزال قائمة حتى يومنا هذا. للعهد العثماني حكايا وأساطير خلدها التاريخ وخلدتها المعالم الأثرية التاريخية لمدينة اسطنبول.

في هذا المقال سنتعرف على واحداً من أهم المعالم التاريخية التي تحكي قصة فتح القسطنطينية (اسطنبول) ألا وهو جامع العرب، أول جامع بني في مدينة اسطنبول.

يقع جامع العرب في منطقة بي أوغلو وتحديداً في شمال اسطنبول من الجهة المقابلة لاسطنبول القديمة وتحت برج غلاطة في القسم الأوروبي من مدينة اسطنبول. ويعد من الجوامع التي بنيت وفق العمارة الأندلسية، حيث أن منارته المربعة تشبه منارات الأندلس والمغرب العربي، الجامع مصمم على شكل مستطيل، ويقف على 22 عامود خشبي، وله منارة واحدة ومكون من ثلاثة طوابق، ومنبره من الرخام وجدرانه من القرميد والحجر، ولا يوجد بالمسجد قبة فسطحه منبسط، إضافة إلى ذلك يقع بجانبه ضريح قبر لأحد العرب وهو عبد المالك.

تاريخ جامع العرب

بني جامع العرب عام 717م من قبل جيش إسلامي بقيادة الصحابي مسلمة بن عبد الملك الذي أتى لفتح القسطنطينية، وقد حاصر المسلمون البيزنطيين سنة 95 هـ قرابة عام كامل من البر والبحر. لم يتمكن الجيش من فتح القسطنطينية وقتها، وسيطر على منطقة غلاطة فقط. وإثر ذلك تم عقد إتفاق بين الجيش الاسلامي والإمبراطور البيزنطي "ليون" ينص على بناء جامع في المنطقة التي يسيطر عليها الجيش الإسلامي وإستخدامه لأداء عباداتهم. وأدى المسلمون عباداتهم في جامع العرب مدة 7 أعوام تقريباً، إنتهت بعودة الجيش الإسلامي إلى بلاد الشام. وحين عاد المسلمون إلى ديارهم سيطر البيزنطيون بعدها على المسجد وحولوه إلى كنيسة سميت بكنيسة سان بالو وهي لأتباع مذهب الدومانيك، حينها حولت مأذنته إلى جرس للكنيسة.

وبعد فتح القسطنطينية عام 1453م أعاد السلطان محمد الفاتح المسجد لوضعه الأول معيداً التسمية القديمة للجامع، وبنوا له منبراً وسمته الدولة العثمانية بـ "جامع العرب"، وأجرت عليه تغييرات كبيرة.

 رواية أخرى تقول أنه بعد فتح القسطنطينية عام 1453م إستعاد الجامع مكانته مرة أخرى وحُوِّل إلى جامع وسمي باسم جامع غلاطة وفي عام 1492م وبعد 20 عاماً تم ترحيل مسلمي عرب الاندلس من إسبانيا وإستقرارهم في مناطق مجاورة للجامع وبهذا سمى الجامع باسم جامع العرب.

بعد إندلاع حريق غلاطة عام 1731م تم تعمير الجامع من قبل السلطانة صالحة زوجة السلطان مصطفى الثاني ووالدة السلطان محمود الأول. وبعد إندلاع الحريق الثاني عام 1807م تم إعادة تعمير الجامع مرة أخرى، ورُمم الجامع بشكل واسع في الاعوام 1868م و1913م.

 كان الجامع يحتضن بداخله العديد من الأمانات المقدسة مثل لحية الرسول صلى الله عليه وسلم والتي تم نقلها بعد ذلك إلى أماكن أخرى للحفاظ عليها. ولا يزال المسجد مفتوح للعبادة حتى الآن.