جامع نور عثمانية Nuruosmaniye Camii

يعتبر جامع نور عثمانية واحداً من أهم الأثار المعمارية العثمانية، حيث يعد أول بناء عثماني على طراز العمارة الباروكية (اسلوب البناء في عصر الباروك الذي بدأ في إيطاليا أواخر القرن السادس عشر وأمتد إلى القرن الثامن عشر، حيث إهتمت العمارة في هذه الفترة بشكل الكتل والألوان البراقة أهمها، القرمزي والذهبي والأخضر) الشبيهة بالعمارة الغربية، إذ جمع بين كل من العمارتيين الشرقية والغربية. وبهذا يعتبر جامع نور عثمانية نقطة تحول في تاريخ فن العمارة العثمانية.

يقع جامع نور عثمانية في منطقة تشمبرلي تاش Çemberlitaş ضمن مقاطعة الفاتح في القسم الأوروبي من مدينة اسطنبول.

بني الجامع على شكل مجمع يتكون من: جامع، تكية (مطعم للفقراء)، ضريح السلطانة شاه سوار Şehsuvar Sultan والدة السلطان عثمان الثالث، مدرسة، مكتبة، ماء للسبيل، خزانات للمياه، ودكاكين تحيط بهذه الأبنية.

تم إنشاء جامع نور عثمانية بأمر من السلطان العثماني محمود الأول عام 1730م لكنه توفي في عام 1754م قبل إكتمال بناء الجامع، وأعقبه في الحكم السلطان عثمان الثالت والذي أتم بناء الجامع عام 1755م.

شارك كل من المعماريين معلم البناء سيمون اليوناني والمعماري العثماني مصطفى آغا. والخطاطون علي بن مراد أفندي، كاتب زاده محمد رافي، الشيخ محمد راسم أفندي، سيد عبد الحليم، مومجو زاده محمد بن أحمد ويحيى فخر الدين في تصميم وبناء جامع نور عثماتنية.

بني الجامع على التلة الثانية من تلال اسطنبول السبعة. ويتم الدخول إليه بدرج عالي وواسع. وتم بناء قاعة الصلاة على شكل مربع يغطيها قبة قطرها 25.50 م، وتعد واحدة من أكبر القبب المستخدمة في الجوامع العثمانية، منقوش عليها الآية الكريمة "الله نور السماوات والأرض" (35 – سورة النور). واستبدل الفناء المستطيل الشكل، والذي يسبق قاعة الصلاة في الجوامع العثمانية التقليدية، فناء متعدد الأضلاع مغطى بـ 14 قبة ويحتوي على أروقة. لكنه لا يحتوي على نافورة.

وعند نهاية الجهتين الشرقية والغربية لرواق المتأخرين على الصلاة تبرز مئذنتان، لكل منهما شرفتان ونهاية حجرية على شكل مخروط. كما أن كل من الرواقين المحاذيين للواجهتين الشرقية والغربية لقاعة الصلاة يضم بهواً معمداً مفتوحاً من طرفه الجنوبي على قاعة الصلاة. أما الرواق الشرقي فكان مقصوراً للسلطان ويمكن الدخول إليه عبر درج.

القسم الداخلي محاط بممرات عالية معمدة تمتد على طول الجدران الشرقية والغربية والشمالية. إضافةً إلى هذا يمتاز الجامع بوجود الحلي العثمانية التي تزين كل من المحراب والمنبر الرخاميين.

يوجد في الجبهة اليمينة من الجامع دار الإمارة وفي الجبهة الشرقية توجد المدرسة. المدرسة مبنى ذات رواق في وسط فناءه يوجد نافورة. أما مبنى الإمارة فهو عبارة عن فناء صغير ومطبخ ومطعم. مبنى المدرسة ودار الإمارة يستخدمان اليوم كمدرسة لتحفيظ القران.

مكتبة المجمع مغطاة بقبة تجلس على أربعة أعمدة وتدعم القبة الرئيسية نصفي قبة. وكذلك تم إضافة عدة غرف إلى المكتبة وكذلك هناك سرداب تحت المكتبة. مجمع نور عثمانية مبني بشكل معلق، حيث هناك مجموعة من الدكاكين تحت المجمع، وتتوزع باتجاهات ثلاث، وما زالت مستخدمة حتى يومنا هذا.