أثبتت الدراسات إن الأشخاص الذين يتقنون أكثر من لغة لهم قدرة أكثر على التركيز والتحليل كما ويتميزون بذاكرة قوية أيضاً. ومع التقدم التكنولوجي الذي جعل العالم بأسره كقرية واحدة، أصبح من الضروري على كل شخص أن يتعلم لغات جديدة سواءً من أجل السفر بهدف الدراسة والعمل أو فقط من أجل السياحية أو العلاج إلى بلدان لها خصوصيات لغوية ودينية مختلفة عن بلدنا .
يوجد العديد من الطرق لتعلم مختلف اللغات، منها التقليدية والتي توفرها أكاديميات ومعاهد اللغة والتي غالباً ما تقتصر على لغتين إضافيتين إلى جانب اللغة الأم وهو دون شك أكثر فعالية وله تأثيرات على المدى البعيد و يكسبنا مهارات معرفية غاية في الأهمية، وهناك ما توفره شبكة الإنترنت من مواقع خاصة بتعلم اللغات.
تكمن أهمية تعلم عدة لغات في الكثير من الأمور نذكر أهمها:
تعزيز الثقافة
إن تعلم اللّغات يتيح للفرد التعرف على ثقافات جديدة، تمكنه من تبادل الخبرات والمعرفة بينه وبين الآخرين؛ مما يعزز لديه الوعي الثّقافي، الذي يمكنه من بناء علاقات مع الناس في مختلف مناطق العالم، إلى جانب تعلم إحترام القيم والأعراق والثقافات المختلفة، والتمكن من الإستماع للأفلام الأجنبية والموسيقى والأدب بلغاتها الأصلية، والتعرف على تاريخ بلدان جديدة، كما يمكن للشخص أن يعيد النظر بثقافته أيضاً وفهمها بطريقة جديدة.
تعزيز التواصل
مع الآخرين إن السفر إلى إحدى البلدان الأجنبية خلال العمل أو الإجازة سيكون أكثر سهولةً عند إتقان عدة لغات، حيث سيتمكن الشخص من قراءة الصحف والأخبار وطلب الطعام الذي يفضله بسهولة، كما سيجد أن السكان المحليين أكثر حباً وترحيباً به نتيجة قيامه بالتحدث بلغتهم وإبدائه الاهتمام والتفهم لتاريخهم وثقافتهم.
تعزيز الذكاء
إن إتقان لغات أجنبية والتحدث بها من شأنه تحسين وظائف الدماغ ومن ثم تعزيز الذّكاء، وذلك نتيجة قيام الشخص بالحرص على التعرف إلى معاني المصطلحات المختلفة، وقراءة تلك المصطلحات بعدة معان مختلفة، وإستخدام عدة أنظمة لغوية للتواصل، كما إن هذه المهارة تعزز القدرة على فهم المشاكل بشكل أفضل ومن ثم إيجاد حلول ملائمة لها.
القيام بمهام متعددة
إن الأشخاص متعددو اللّغات يتمتعون بالقدرة على التبديل بين أنظمة الكلام والكتابة والبنية اللّغوية، وهذه القدرة تمكنهم من التبديل بين المهام المختلفة بسهولة، ومن ثم إنجاز مهام متعددة في الوقت ذاته، وقد أثبتت إحدى الدراسات أن المشاركون متعددو اللغات قاموا بتجربة القيادة في جهاز تمثيل أو محاكاة القيادة إلى جانب القيام بمهام أخرى منفصلة في الوقت ذاته بشكل أفضل من المشاركين الآخرين.
الفوائد الأخرى لتعلم اللغات
يحسن تعلّم اللّغات المهارات التحليلية عند الطّلبة، إلى جانب مهارات العمل والإبداع وحل المشاكل، ويعزز إيجاد فرص للمشاركة في الأعمال التجارية، والطب، والقانون، والتكنولوجيا، والصناعة والتسويق، ويعزز مهارات الاستماع، ويدرك من خلالها الشخص الترابط بين اللغة والطّبيعة البشرية.