المرحلة الجامعية هي مرحلة هامة وأساسية في حياة أي شخص. بالإضافة إلى كونها الآلية التي يتمكن من خلالها على الحصول على شهادة تمكنه من ممارسة المهنة التي إختارها، فهي تترك أثرها البالغ عليه كشخص وتقلب شخصيته. مرحلة منهكة ولكنها من أروع المراحل وأجملها. ولكنها في المقابل يمكنها أن تكون من أسوأ التجارب في حال لم يعرف الطالب كيف يستغلها لمصلحته.
الحياة الجامعية لا توفر التعليم الضروري فحسب، ولكنها توفر للشخص خبرة حياتية وتعرفه على طرق التعامل مع مواقف واقعية سيصادفها في حياته. فهي تجربة تجعل الشخص يكتشف ما هو عليه فعلاً، فيكتشف نقاط قوته وضعفه، ويجد نفسه يتحمل المسؤوليات ويتعلم التنظيم ويختبر الحياة الواقعية بحلوها ومرها. فكيف يمكن للطالب إختبار حياة جامعية ناجحة؟
نصائح لتجاوز السنة الأولى بنجاح
التجربة الجامعية الناجحة ترتبط بنجاح السنة الأولى، فهي تؤسس لما ستكون عليه السنوات التالية. لذلك في حال كنت تختبر سنتك الجامعية الأولى فهذه النصائح قد تساعدك.
- إكتشاف الحرم الجامعي بشكل مبكر ومعرفة مكان الصفوف والمكتبة ومكاتب الأساتذة وغيرها.
- في حال كنت من الفئة التي تسكن في الحرم الجامعي فعليك ومنذ البداية التعرف على شريكك في السكن. النقطة هذه هامة، لأنه في حال لم تتمكن من الإنسجام معه يمكنك طلب نقلك بأسرع وقت ممكن.
- لا تتوقع أن يقوم الأستاذ المحاضر بتحديد مواعيد الفروض والامتحانات وغيرها بشكل يومي أو أسبوعي، فكل جامعة تملك نظامها الخاص، لذلك عليك أن تعرف ما هو مطلوب منك وعدم إنتظار إبلاغك به.
- تعرف على الأساتذة المحاضرين، فالعلاقة بين الطالب الجامعي وأستاذه غير محصورة بالصفوف، فأبوابهم مفتوحة للطلاب طوال ساعات العمل.
- إستعن بمرشدك الأكاديمي، فهو سيساعدك على التنظيم وعلى معرفة أي مواد هي الأهم، كما أنه سيساعدك على حل المشاكل الأكاديمية.
نصائح عامة لكل السنوات
حضور كل الصفوف
أنت في الجامعة من أجل أن تدرس، وبالتالي لا يمكنك التغيب عن الصفوف. كل جامعة لها نظامها الخاص حين يتعلق بنسبة الغياب المسموح بها، ولكننا ننصحك بعدم التغيب إلا في حال كانت الظروف طارئة.
دور أستاذك الجامعي أكبر مما يخيل إليك
أستاذك الجامعي هو قلب حياتك الجامعية النابض لذلك عليك ومنذ البداية أن تفتح قنوات الاتصال مع جميع الأساتذة المحاضرين وعليك أن تضع جهوداً في محاولة تكوين علاقات معهم. وكلما حققت الهدف هذا بشكل مبكر كان ذلك أفضل.
أستاذك الجامعي هو الناصح والمستشار الذي سيساعدك على إختبار تجربة جامعية ناجحة، كما أنه سيساعدك على التعرف على آخرين يمكنهم أن يلعبوا دوراً كبيراً في نجاحك الجامعي. حتى بعد التخرج عليك أن تحافظ على علاقتك الجيدة معهم، لأن شبكة المعارف التي يملكونها يمكنها أن تساعدك في حياتك المهنية.
تعلم التنظيم وإعتمد على نفسك
عليك أن تتعلم تنظيم وقتك، لأنك إن لم تقم بذلك فلن تجد من يقوم به من أجلك. الجامعة توفر جداول بما هو مطلوب منك، وتقسيم وقتك والإلتزام بما هو مطلوب منك وفق المواعيد.
إستعن بالتطبيقات أو أي طريقة تناسبك
إن لم تتمكن من تنظيم وقتك فلن تتمكن من النجاح. فالحياة الجامعية كما قلنا تختلف كلياً عن المراحل الدراسية السابقة، وعليه لا تتوقع أن يقوم الأستاذ المحاضر بتقديم كل المعلومات الضرورية في الصف، هو سيعلمك الأساسيات والمطلوب منك أن تبحث وتتعلم، ثم تعود إلى الصف وأنت جاهز للنقاش والسؤال والإستفسار.
أعثر على مساحتك الخاصة للدراسة
الحياة الجامعية الناجحة ترتبط بقدرتك على النجاح بتفوق أو من دون تفوق، الأمر يرتبط بك وبما تريده ولكن المطلوب منك هو النجاح. لذلك عليك ومنذ البداية العثور على مساحتك الخاصة التي تمكنك من الدراسة والتركيز. السكن الجامعي، في حال كنت تسكن هناك ليس المكان المثالي، وكذلك الأمر لمنزل والديك. المكتبة أو غرف الدراسة الموجودة في بعض الجامعات أو أي مكان هادئ أفضل خيار ممكن.
قم بالاحتفاظ بالمواد حتى بعد نجاحك
لا تقم بالتخلص من المواد التي قمت بدراستها، أو على الأقل تلك الأساسية. هذه المواد قد تكون خير معين لك لاحقاً حين تحتاج لإنعاش ذاكرتك سواء خلال السنوات الدراسية اللاحقة أو حتى بعد التخرج.
تعلم التفكير النقدي وفلترة المعلومات غير الضرورية
الحياة الجامعية الناجحة هي التي تقوم على تعليم النفس. وما عليك تعلمه هو التفكير النقدي من أجل معرفة أي معلومات تحتاج إليها وأي معلومات تعتبر غير هامة.
التفكير النقدي هام لأي حياة مهنية لاحقاً، وبالتالي أنت تؤسس لحياتك المهنية الناجحة منذ اليوم الأول في الجامعة. تعلم كيف تستمع وبالتالي فلترة المعلومات غير الضرورية، قم بكتابة الملاحظات التي تتمحور حول نقاط أساسية وهامة، وتعلم كيف تقرأ وتتعرف على النقاط الأساسية والهامة في الكتب، والأهم هو تعلم الأسباب خلف هذه النقاط الأساسية. التفكير النقدي يعلمك الإستماع إلى وجهات نظر مختلفة، وبالتالي التوصل إلى إستنتاجات لم تخطر لك من قبل.
إستفد من الحياة الإجتماعية وامرح قليلا
رغم أن التجربة الجامعية تتمحور حول الدراسة والنجاح، ولكن التجربة الجامعية الناجحة يجب أن تتضمن حياة إجتماعية نشطة وقليلاً من المرح. غالبية البشر يحتاجون لتجربة الأمور الجديدة في حياتهم والجامعة هي الفرصة المثالية للقيام بذلك، فالأمر هذا يجعلك تكتشف ما أنت عليه، ولكن عليك أن تعرف أين تتوقف. أي أنك ستكون المسؤول عن مرحلة الجنون الخاصة بك ضمن إطار تحدده أنت.